شاهدت بعض الأطفال يتدربون على رياضة "الكاراتيه"
وهي رياضة تحتاج إلى تركيز شديد وحركات معينة لليدين والأرجل
منهم من هو شديد التركيز مع المدرب يقوم بالحركات بامتياز واضح
ومنهم من يشغل عقله من حوله حتى وإن كان بالجمهور المتفرج على اللعبة
وهؤلاء غير مكترثي الاهتمام باللعبة وحضورهم بها ما هو -برأيي- إلا ضياع للوقت
ولكني وجدت لاعبا يقوم المدرب بضربه ضربا شديدا حتى يتعلم ويضبط حركاته
يتألم الولد بشدة ولكن المدرب لا يتورع عن ضربه وبعنف
تكرر هذا المنظر عدة مرات حتى ضقت بهذا المشهد المأساوي
ذهبت للمدرب واستأذنته في تدخلي (حيث أنه لايعنيني) ولكن شرحت له مدى تألمي لهذا المشهد
فكان رده غريبا مميتا
قال : والده يريده "بطلا"!!!!!!!!!!
اللهم لا حول ولا قوة إلا بالله
لكن واضح أن اللاعب لا يريد
رد نعم لكن والده يريده كذلك !!!!!!
قلت له :لن يكون ..."عمره"
لا يمكنني أن "أصنع " عبقري
لكن يمكنني أن أكتشف نوع العبقرية بالطفل وأنميها
كيف يمكن لهذا الطفل أن يكون لاعبا عبقريا برياضة لا يحبها
ويتم ضربه بهذا الشكل حتى يتقنها
وانصرفت لأن على حد قول المدرب "والده يريد ذلك"
فبالتأكيد الحديث غير مجدي معه
الحديث يجب أن يكون مع أهل هذا الطفل الذي مثله كثيرون
لا تجبر ابنك على أن يكون أنت ... أو أي شيء لم تستطع تحقيقه أنت
ولا تجبره على تحقيق حلم "لك"
أنت عشت حياتك وحلمت حلمك
اتركه يحلم حلمه ويعيشه
اكتشف نوع العبقرية الكامن داخل ابنك ونميه
العبقرية هي "حجر كريم" علينا البحث عنه
ومن ثم تنظيفه وتلميعه لكي يظهر ويبرق
وربما لنصنع منه أرقى الحلي
وإن تم صنعه فهو "حجر مقلد" اصطناعي
ليس له معنى