الأحد، 9 ديسمبر 2007

عود حطب

من المعروف بعلم النبات ظاهرة تسمى "نشأة الأنواع"أو Speciation
هذه الظاهرة ببساطة هي أن يكون هناك نوع نباتي بمكان ما ببيئة خاصة وتربة ذات صفات معينة فانه قد يحدث به بعض التغيرات الخارجية وربما الداخلية ليلائم أي تغيرات بالتربة أو البيئة المحيطة به
وان ساعدته هذه التغيرات وكانت صفاتها "سائدة وراثيا" فان هذه التغيرات تحدث بمحتواه الجيني ويتوارثه الأجيال
وعندما ينتج عنه البذور فانها تنتتشر حوله في بيئات مختلفة
فربما بعض منها يقع بتربة زائدة الملوحة أو قليلة الماء أو كثيرة الماء كل من هذه البيئات المختلفة تنتج تغيرات بالتبعية مختلفة أيضا مما قد ينتج أنواعا جديدة من النبات اذا ما تم مقارنتها وراثيا بالنبات الأصلي فانه قد يختلف تماما عن الأصل
وكل نبات نشأ في بيئة مختلفة تجده متغير عن الأصل
وبذلك يكون قد نشأ عدة أنواع جديدة على الرغم من أن أصلها "واحد" لكنها الآن مختلفة تماما ربما حتى في الشكل الخارجي أيضا
هذه الظاهرة نراها اليوم بالمسلمين ...
ظاهرة لنشأة أنواع مختلفة تحت مسمى واحد وهم "المسلمون"
اننا نؤمن بدين واحد ورسول واحد لكن تفرق الناس يمينا ويسارا كل منهم حدث له بعض التغيرات الطفيفة وربما العميقة أيضا
حتى صاروا فرقتين "سنة وشيعة"ومن كل فرقة يتفرقون لفرق
فالسنة منهم سلفي ومنهم اخواني وغير ذلك
فرق من فرق شعب من شعب
وقديما كنا نسمع عن حكاية ربما سمعناها مرارا عديدةونرددها
وان سألتك مالدروس المستفادة منها ستعدها لي
تلك هي حكاية "الحطاب وأعواد الحطب"
اذ كان الحطاب يريد أن يشعل النار بحزمة من الحطب
فكان عليه أن يكسر الحطب ليضعه بالنار
وأخذ الحزمة جميعها وحاول كسرها فلم يستطع
وقسمها مجموعات أصغر ليكسرها فلم يستطع
وهكذا الى أن استطاع أن يكسرها "فرادى"....
وبديهيا ان سألتك عن الدروس المستفادة..
ستقول لي في التفرق ضعف وفي التجمع قوة
وبالرغم من ذلك نرانا نسير باتجاه الفرقة..
نسير باتجاه ظاهرة نشأة الأنواع...
فرقة من فرقة وشعبة من شعبة..
حتى يقل عدد كل مجموعة بالشعبة..
وحتى نفترق ونكون أعواد من حطب فرادا لا حزمة
ويصيبنا ما أصابنا من ضعف !!!!!!!!!!!
امضاء
عود حطب

هناك تعليقان (2):

إبن النيل يقول...

من أجمل التشبيهات التي قرأتها عن الفرقه ونشأة أنواع جديده لكن عالم النبات يختلف كليآ عن عالم الإنسان فالنبات يتغير لأنه يتكيف مع البيئه الذي وجد نفسه فيها بلا إراده فينشأ نوع جديد ربما أقوي وأكثر مقاومه من النوع الأصلي أما الإنسان فربما يتغير إلي ما يوافق أهواءه ورغباته وغرائزه وينسي أو يتناسي المنهج الرباني الذي يهذب ويربي وأحيانآ يكبح هذه الأهواء والرغبات وبالتالي يبتعد شيئ فشيئ وتأتي من بعده أجيال تتبع ما كان عليه الأباء والأجداد بتعصب وبدون تفكير فيعودون إلي جاهلية جديده وتنشأ الفرق الكثيره من شيعه وبهائيين وغيرها. أما الفرقه وأعواد الحطب فأفضل تشبيه في رأيي المتواضع هو حال دولنا العربيه تنكسر الواحده تلو الأخري كأعواد الحطب المتفرقه ويلقي بها في النار لأن الغرب يعلم ذلك جيدآ ويعلم أن بإتحادنا فلن يقدروا علينا والبعد عن الإسلام الحقيقي أكبر معين لهم في ذلك كما قال رئيس وزراء فرنسا الأسبق في البرلمان الفرنسي إحذروا من المارد النائم الذي يسمي الإسلام. ودمت سالمه دائمآ يارب ومن تقدم إلي تقدم

هبة النيـــــل يقول...

سيدي ابن النيل

وجهة نظر حضرتك أحترمها كليا

وحين أشرت إلى نشأة الأنواع كنت أقصد الاختلاف عن الأصل ولم أشر هل الاتجاه إلى الأفضل أم الأسوأ

وعلميا ليس كل تغير وراثي في النوع يكون جيد سيعالج هذا التغير شيئا ولكنه سيؤثر سلبا على صفة أخرى

وفي حالة الانسان

معك حق سيدي كل الحق

هم يعلمون أن في تفرقنا ضعف

ونحن نعلم ذلك أيضا

ورغم ذلك

نجري وراء الفرقة

لم؟؟ لا اعلم!!!