الأحد، 29 يونيو 2008

نباح القطط

هل سمعت يوما عن "الكلاميدوموناس"...
الكلاميدوموناس هي كائن مائي وحيد الخلية ضمن الكائنات الدقيق Primitiveوهي كائنات حية غير المتقدمة لاتري بالعين المجردة
كمثرية الشكل ولها بقعتان عينيتان eye spots للأمام وبينهما سوط flagella يساعدها علي الحركة بالماء
لذا فان بعض العلماء يصنفونها ضمن المملكة الحيوانية لأن الحيوانات هي كائنات متحركة ،
ولكن سبحان الخالق وما أبدعه ان هذا الكائن أيضا يحتوي علي بلاستيدة خضراء علي شكل كوب cup- shaped chloroplast
وتقوم بعملية البناء الضوئي وتخزين النشا بمكان التخزين ويسمي pyrenoid وهذه الخاصية هي خاصة فقط بالنباتات
لذا فان البعض يصنفونها ضمن المملكة النباتية
لقد حير هذا الكائن العلماء في تصنيفه ضمن المملكة الحيوانية ككائن متحرك، أم المملكة النباتية ككائن يقوم بعملية البناء الضوئي ...
كل من هاتين المملكتين تتميزان الي تحت مملكة "غير راق" .. وتحت مملكة "راق" أو "متقدم" .
اذا نظرت خلال هذه الممالك تجد أنه كلما ارتقي الكائن كلما كان له خصائص خاصة جدا ومميزة يسهل عليك تصنيفه ...
فان أي طفل يسهل عليه أن يصنف من ينبح ..."بالكلب"... ومن يصدر مواءا بــ "القطة" ... وأن للأسد زئير خاص ... أما الثعبان فان له فحيحا ...
وحتي أن شكل هذه الحيوانات الخارجي مميز للغاية ويسهل علي أي شخص ربما غير المتعلم أو ربما أي طفل أن يفرق وببساطة بينهم ويعرف نوع هذا الكائن ...
ولكن كلما انخفض رقي الكائن أو اذا هبطت الي أسفل المملكة بين الكائنات غير الراقية فانه يلزم المتخصصون لمعرفة ماهية الكائنات لأن بها تشابها كبيرا ...
فبعض الطحالب الخيطية مثلا ربما تتشابه أشكالها تحت المجهر وربما لا يكون من السهل التفرقة بين نوعين أنت تعلمهما جيدا ...
اذن دعنا نتفق علي ...كلما ارتقي الكائن ... كلما كان له هوية "محددة "...
وكلما كان أقل رقيا ... كلما كان "صعب عليك تحديد الهوية" ...
الانسان وهو الكائن الأكثر رقيا بين الكائنات الحية ،
فهو الوحيد الذي يملك عقلا "يتحكم به ويسيطر به علي كلامه وأفعاله ويستطيع الادراك والوعي "...
وعلي الرغم من كونه من الفقاريات (التي لها عمود فقري) ولكنه الكائن الوحيد "المرفوع الهامة والماشي علي اثنين لا أربع"..
انها من نعم الله علينا أن نكون مرفوعين الهامة ونملك عقلا يتحكم بأقوالنا وأفعالنا وله ادراك مميز ...
وأننا مميزون ... "معلوموا الهوية"..
وعلي الرغم من كل هذه النعم ... الا أننا مصرون علي اخفاق الهامة...
ومحاولات للا وعي ... أو الموافقة علي معاملتنا علي أننا بلا وعي ..
ونحن عرب نرتدي ملابس أعجمية .. أونتحدث بلسان أعجمي .. "فاقدي الهوية" ...
أتعجب الي الكثير من الشباب العربي الذي يتحدث أو يقحم بعض الكلمات الغربية "قصدا " تخيلا منه أنه بذلك "يرتقي"..
وأن هذا هو "التقدم"... ..
وجهلا منه بأن هذه الكلمات تجعله ضمن الكائنات فاقدي التميز والهوية ... يجب أن نفكر ... من هو الراق .. من هو المميز ..
تميزي ليس بأن أنطق ما ينطقه غيري ...
تميزي بأن أتعلم هذه اللغة لأعرف علمهم وأتعلم علمهم ... وبعقلي "المميز".. يكون "فكري" ...
وأنا لن أكون مثل الكلاميدوموناس ... التي يصعب تصنيفها ...
ماهو تصنيفك لقطٍ .."ينبح"... وماهو تصنيفك لأسد يعوي ...
انه بذلك يتخلف ولا يرتقي ... "انه يفقد الهوية" ...
كيف لكائن ميزه الله برفع الهامة ... بأن يخفضها أو يرضي الذل ..؟؟
كيف وأنه يملك وعيا أن يرضي باللا وعي ؟؟..
كيف له أن يرتقي ...
ويصر علي أن يتخلف ؟؟؟؟؟
ودمتم سالمين

هناك 4 تعليقات:

Unknown يقول...

لو كان لينا هوية مكناش فعلا دورنا على هويتنا فى ثقافات تانية تشبيهك فى محلة جدا

برغم التاريخ والحضارة السابقة احنا ملناش هوية اصل الهوية دى لازم تتغذى

احنا معبنعرفش نعمل عملية بناء ضوئى

tarek momen يقول...

موضوع جميل
ويذكرني بالغراب الذي حاول تقليد الطاووس في المشي بخيلاء ففشل وبعد عدة محاولات فاشلة يأس فحاول ان يمشي مشيته المعتادة ففشل في تذكر كيفيتها فصار من يومها يحجل قافزا في مشية غريبة

اشكر لك زيارتك لمدونتي
وتعقيبا علي تعليقك فقد شاهدت فيلم النمله وتحليلك ممتاز
وتلخيصا للواقع الذي نعيشه فان الشعار المرفوع حالياهو
الشرطة و الشعب و الوطن في خدمة السيد الرئيس
تحياتي

هبة النيـــــل يقول...

واحد فاهم كل حاجة


فعلا مش بنعرف نعمل بناء ضوئي رغم وجود كل المقومات المطلوبة له

لذا نعتمد على الآخرين في الغذاء

بجد بجد نورت المدونة وسعيدة بوجود مخ زيك بين الشباب ... بحس ان لسه فيه امل

هبة النيـــــل يقول...

أستاذ طارق مؤمن

الله ينور علييييييييك

هو كدا فعلا وقصة ممتازة

ويا فندم ما تشكرنيش على زيارة المدونة أنا اللي اشكر حضرتك بالسماح لي بزيارتها لأني بشعر باستفادة فعلا عندما أقرأها وأسلوب حضرتك مميز فعلا